طلبك من الله تعالى تطهير ذاتك، وتنوير سرك، واشراق باطنك لتشييد سلطانهم وتسديد أركانهم (عليهم السلام) وعلو شأنهم وظهور شوكتهم
فالدعاء يرجع إليهم سلام الله عليهم.
لا أنهم ينتفعون بدعاء شيعتهم في حقائقهم وذواتهم وإمداداتهم الذاتية من الله عز وجل، كما يظهر من إطلاق كلام من قال بالانتفاع.
لا لأن ذواتهم وكمالاتهم (صلوات الله عليهم) بلغت حداً لا تقبل الزيادة، فإن الله سبحانه أكملهم وأعطاهم ومنحهم بما لا يمكن فوقه، كما هو صريح قول من نفي الانتفاع.
لأن ذلك باطل، وإخراج الله سبحانه عن سلطانه ونفاد لمننه وكرمه، ونهاية لفيضه وفضله.
أو نقصان لقابليتهم عليهم السلام حيث لم تقبل الزيادة ولا تستمد منه سبحانه اعظم مما عندها. حاشا ربي وحاشاهم عن ذلك.
إذن أين قوله تعالى: (كلما رفعت لهم علما وضعت لهم حلما، ليس لمحبتي غاية و لا نهاية)؟
بل هم دائما يترقون ويزيدون ويكملون
لا لأنهم كانوا ناقصين، حاشاهم عن ذلك
وإنما هي زيادة كمال ونورانية وزيادة سلطنة وقيومية
نعم بالنسبة إلى الله هم في عين النقصان، ويستكملون منه سبحانه، كما قال سيدهم وفخرهم: (الفقر فخري وبه افتخر) صلى الله عليه وآله
ونداء: (قل رب زدني علما) لا ينقطع منهم
ودعاء: (اللهم زدني فيك تحيرا) لا يفنى، لا في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة، ولا في مقامات الجنة
لكن هذه الترقيات الذاتية لهم عليهم السلام لا تكون بدعاء شيعتهم
نعم دعاء شيعتهم ينفع لإظهار شوكتهم وسلطانهم
وذلك إنما كان بصفاء قابلية شيعتهم ونورية باطنهم حتى يظهر اشراق نورهم، وإعلاء كلمتهم كالشمس إذا أشرقت على بيوت كلها من الزجاجة، ظاهرها وباطنها، يكون نورها وإشراقها وظهور عظمتها أكثر مما إذا كانت مشرقة على خزف وأحجار غاسقة، وكذلك الشجرة إذا كانت خضراء مورقة بالنسبة بالنسبة إلى ما إذا لم تكن كذلك
👈 فافهم وأتقن، وقد جمعت لك بين الأخبار كلها وأقوال العارفين العاملين في هذه الكلمات الموجزة --------------------------------------------------------- آية الله الشهيد السيد محمد كاظم الحسيني الحائري المدني التهامي الرشتي قدس سره الشريف