شيخ المتألهين الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي قدس الله سره
نبذة عن حياة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي قدس سره الشريف
: نسبه و تولده هو العالم العارف الفيلسوف الحكيم الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم آل صقر الأحسائي. تولد سنة 1166 هـ في السادس و العشرين من شهر رجب المرجب في قرية من قرى الأحساء تدعى بالمطيرفي تقع شمال مدينة الأحساء تكثر فيها النخيل و الأشجار و المياه و توجد فيها عين تسمى بعين المطيرفي حارةً شتاءً باردة صيفاً كما أنه تجلب من قرية المطيرفي أجود تمور الأحساء المسماة بالإخلاص فهي قرية مباركة محبوبة عند أهل المحلة ، كما أنه يوجد فيها مسجد للشيخ أحمد الأحسائي و إلى الآن موجود يتردد عليه المؤمنون بالصلاة و الدعاء.
: حياته الذاتية كان الشيخ أحمد الأحسائي أعلى الله مقامه منذ صغره معرضاً عن الدنيا و زخرفها مقبلاً إلى الآخرة و نعيمها فلم يزل على هذه الحالة من الذكر و الفكر في الإقامة و الأنفس سالكاً سبيل ربه ذللاً حتى خوطـــب بخطـــــاب : ) ( (1) لأن العلم المتحصل عند الإنسان نوعان هما : الأول : العلم اللدني :وهو ما يحصل بالتقوى و الورع و العمل بما يعلم من تكليف الحق قال تعالى : )وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ( سورة البقرة آية 282 أي الذي يتقي الله تعالى بحيث يمتثـل بما يؤمر و يتجنب عما ينهى عنه الله تعالى يلهمه العلم و يقذف في قلبه علماً بلا تعلم كما قال مولانا الإمام الصادقu : { ليس العلم بالتعلم و إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه}.
الثاني : العلم الكسـبـي :وهو ما يحصل بالتعلم من علوم اللغة و المنطق و الفقه و الحساب و الطبيعيات و غيرها من العلوم فبقدر ما يتعلم يعلم ، فالعلم من هذا النوع مثال جهاز الكمبيوتر بقدر ما يخزن فيه من معلومات بقدر ما يعطي.
فالشيخ أحمد أعلى الله مقامه هو من السالكين سبل الرب كما اتفق على ذلك من قبل علماء عصره و أفذاذ نوعه كما قال عنه الميرزا محمد باقر الموسوي الأصفهاني في روضات الجنان ( لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة و الفهم و المكرمة و الحزم وجودة السليقة و حسن الطريقة و صفاء الحقيقة و كثرة المعنوية و العلم بالمعرفة و الأخلاق السنية و الشيم المرضية و الحكم العملية و العلمية و حسن التعبير و الفصاحة و لطف التقدير و الملاحة و خلوص المحبة و الوداد لأهل بيت الرسول الأمجاد بحيث يروي عنه بعض أهل الظاهر من علمائنا بالإفراط و الغلو مع أنه لا شك من أهل الجلالة و العلو ) .
فالشيخ رضوان الله عليه لما كان من أول علمه كثير الفكر و الذكر كما قال هو عن نفسه لابنه : ( و اعلم أني كنت في أول عمري كثير التدبر و النظر في العالم ... فتوجهت إلى إصلاح النية و العمل و الانقطاع بالقلب إلى الله و إلى ما يرضيه لا غير لم يكن مقصودي غير رضا الله فلما استمر بي الحال على هذه الطريقة انفتح لي باب المنام بأنواع العجائب... فرأيت ذات ليلة في الطيف الحسن بن علي بن أبي طالب و علي ابن الحسين و محمد بن علي الباقر عليهم السلام ... فقلت له : يا سيدي أخبرني بشيء إذا قرأته رأيتكم فقال لي شعراً :
كن عن أمــورك معرضــــاً وكل الأمــور إلـى القضــاء
فلربمـا اتســـع المضيــــق و لربمـــا ضــــاق الفضـــا
و لـــرب أمــــر متعــــــــب لـك في عواقبه رضــــا الله
الله يفعـــل مــــا يشـــــــــاء فلا تــكـــن متـعـــرضـــــــاً
الله عــــــودك الجـمـيـــــل فقـــس علـــى مـا مضــى
ولقد فتح لي أشياء ما أعرف أصفها للناس و كل ذلك من التخلص بمعنا تلك الأبيات المتقدمة فأنت وفقك الله إذا أردت شيئاً فأقبل على النص الذي أمر به الشــــارع عليه السلام و تفهـــم قول الله تعالـــــى :{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} سورة البقرة آية 152 وقوله : { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْۗ} سورة التوبة آية 67 و عرف الشيخ أحمد الأحسائي بتفننه في أغلب العلوم العلمية و الأدبية و الفلكية و الطبيعية و الآفاق و الطلاسم و العلوم الغريبة من علم الحرف و الإكسير و الرمل و غيرهما
: مؤلفاته
كتاب شرح الزيارة الجامعة .
كتاب الفوائد
كتاب جوامع الكلم .
كتاب شرح المشاعر.
كشكول الشيخ .
شرح العرشية .
و له مخطوطات غير مطبوعة فكتبه و مصنفاته تفوق على المائة مؤلف من مطبوع و مخطوط.
: أولاده :وله من الأولاد ثلاثة وكلهم علماء حلماء قادة مصلحون أولهم : الشيخ علي نقي الثاني : الشيخ محمد تقي الثالث : الشيخ عبد الله
: وفاته أنه بعد ما حصل الشقاق و النفاق من أهل العراق بينه و بينهم من التشهير به و تكفيره و إخراجه من الفرقة المحقة رأى مكوثه في العراق فتنة كبيرة حين عزم على الهجرة إلى الله تعالى قاصداً بيت الله الحرام للحج و في أثناء طريقه أتته رسالة ربه إلى روح و ريحان إلى من يحبه و يواليه محمد و آله الطيبين الطاهرين سنة 1241 هـ و دفن عند الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في البقيع. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------- المصدر: كتاب الأنوار اللامعة لفضيلة الشيخ كمال العوض حفظه الله