هو شيخ الحكماء و المتألهين قدوة الفقهاء و المجتهدين قوام الملة و الدِّين ، مرجع الفحول الأساطين ، أغْلُوطة الدهر و الزمن ، و ناموس العصر المؤتمن ، كاشف أسرار العلوم ، وموضح مبهمات الرسوم ، العلامة الوحيد الأنوار المولى ميرزا حسن الشهير بكَوهر ، عطر الله تربته القدسية، و أعلى رتبته السَّنية كان ( قدس سره ) عالماً فاضلاً حكيماً ، محققاً مدققاً منطقياً ، فلاّقاً في الشعر و الأدب، أوحد أهل زمانه في الأصول و الفقه و الحكمة الإلهية ، وعلمي الحديث و التفسير و ساير العلوم الدينية من الرياضة و غيرالرياضية أصله من ( قرية داغ ) من محال أذربايجان ، مسقط رأسه ( أوج دبين ) قرية من قراه ، و منها ( النباتي ) الشاعر المعروف ، قرء في النجف الأشرف على كثير من أساتيذ زمانه العظام و فحول وقته الأطواد الفخام ، و صار مسلماً عندهم و مجازاً منهم ، ثم انتقل إلى كربلاء المشرفة موصل إلى خدمة الشيخ الأوحد الأعظم الناموس الإلهي الكبريائي (( الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي )) أعلى الله مقامه . فقرأ عليه مرة من السنين و جعل يلتقط من ثمار تحقيقاته و يستفيض من رشحات فيوضاته ، و صار يرتقي عنده في الفلسفة الإلهية ، و المعارف الربانية ، وفاق على أكثر تلاميذه علماً و عملاً حتى أجازه بإجازة دراية مفصلة تدل على علوّ رتبته وعظم قدره ومنزلته لديه ( أعلى الله مقامه ) و أجازه كذلك تلميذه الأرشد ، سند الأكابر و الأعاظم السيد كاظم الرشتي ( قدس سره ) وأوصى إليه في جميع أموره من تجهيزه و قضاء ديونه ، وهو الذي جهز السيد ( قدس سره ) وصلى عليه وقضى ديونه ببيع بعض كتبه ، وعاش بعده سبع سنوات ، وانتهت إليه رياسة كربلاء في التقليد و العلم و السياسة ، و كان مقدماً على قاطبة فحولها و فضلائها في الحكم والنفوذ والقبض والبسط والفتق والرتق وصار مرجعاً في التقليد بين العرب و العجم من العراق و إيران.
:مؤلفاته
كتاب شرح حياة الأرواح ( رداً على كتاب الملا جعفر الأسنرابادي ).
كتاب المخازن و اللمعات كلاهما في الحكمة الإلهية.
رسالة البراهين الساطعة.
شرح خطبة الرضا u في التوحيد .
رسالة عملية في العبادات.
:بعض رثائه لأستاذه الشيخ الأوحد قدس سره
قل إن سحت دماً عيناي طول الدهر سرمد
لنعـي الـــرزء لما بكـــر الناعــي و أنشــــد
قلت من تنعي فقال الطهر زين الدين أحمد
مـن له شمـل الهـدى و الديـن و الدنيـا تبـدد
يا سمــاءً في لحـود الأرض و التــــرب توســــد
ما سمعنا قبل ذا أن السما في الأرض تلحد
أو يواري الترب جسماً كان روحاً قد تجســـد
يا فريــــداً جامعـــاً وهو مـن الجمع تفـــــرد
أنت ذلك الجوهر الفرد الذي لا زال مغـــرد
مجدك السامي أشاد العلم في الدنيا و شيد
يا فريداً لم يكن مثل له في الكون يوجــــد
و إليه الناس طراً في علوم الدين تصمد
عقمــت أم العلــى من بعده لمــا تولـــــد
لا يدانيـــه بتجديداتــــه العقل المجرد
كان نــوراً مصبـــاح الظلمات منه توقــــد
فانطفــــــت لما انطفى أنـــوار مصباح الموقــد
خانه الدهر الخؤون إذ لم يكن للدهر يصمــــد
فسمـــى نحو الفراديس و في الخلــــد تخلـــــد
فسألـــت الفكر عن تاريخه يومــاً فأنشـــد
فــــزت بالفـــــردوس يابن زين الدين أحمد
:وفاته وفي آخر سنة من عمره توجه لزيارة قبور النبي و أئمة البقيع عليهم السلام و حج بيت الله الحرام في سنــة 1266 هـ ، واشتاق إلى لقاء ربه فأجاب نداءه في مكة المعظمة و دفن في وادي قريش تحت درج الصفة المتصل بحائط حرم عبد المطل و عبد مناف و أبي طالب --------------------------------------