: ولادته ولد في الأحساء سنة 1210 هـ ، وكان في صغره مولعاً بتحصيل العلوم حتى أصبح واحداً من مجتهدي الأحساء ، ولكن لم يكن له دراية في علم الحكمة الإلهية ، ولما كان يجتمع ببعض الناس للحديث ويأتي اسم السيد كاظم الرشتي رضوان الله تعالى عليه كان يفرح كثيراً .
:لقاء الشيخ بالسيد كاظم قدس سره في مقدمة كتابه مفاتيح الأنوار فقد قال : " إني صرفت جوهرة عمري في تحصيل بعض العلوم و الآداب لا سيما الإلهيات حيث كنت منكباً بالنظر إليها و تفتيش كتبها و الكلام فيها و عليها لأن همي كان تحصيل كمالات صورية و محاسن ظاهرية من غير أنس مني أن تلك هي الغاية القصوى و المقام الأعلى و أن ليس وراء هذه الغاية و لا وراء عبادان قرية وبقيت على هذه الحال شطراً من الزمان و مدة من الدهر الخوان ولكن في أثناء هذه المدة اتفق في بعض الأحيان في بعض المجالس ذكر قطب الهداية و علم الدراية و مبين محكم الآية والرواية الذي أنواره مقتبسة من فاضل فلك الولاية النور اللامع من ضياء الحقيقة المحمدية و البدر الطالع في سماء الإمامة العلوية والدرة المنيرة الخارجة من الصدفة الفاطمية و الثمرة الجنية الناجية من الدوحة الحسينية السيد السند و الكهف المعتمد عمدة الأفاضل وزبدة الأعاظم جناب الحاج السيد كاظم أطال الله بقاه وجعلنا من كل مكروه فداه من بعض الإخوان ، ينشرح صدري و يطيب عيشي ويعتريني سرور بحيث أني أسهى عن نفسي ولم أبرح أتمنى رؤيته ولو مرة واحدة في العمر سرور ولم يزل قلبي يحترق في تلك الأوقات بنار الهيام وفؤادي يتلظى بسعير الغرام تغرقني العبرة و تحرقني الزفرة و عيني ساهرة من عدم حصول المرام وكلما استأذنت فخري وعزي وسندي ومعتمدي وشيخي والدي العزيز في السفر إلى تلك المشاهد المشرفة و الأماكن المقدسة و البقاع الطيبة الطاهرة لعلي أحضى بمطالعته ورؤيته و أسعد بمجالسته و صحبته بعد زيارة أجداده الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ما يعبد الحق باليقين أمهلني وريضني إلى أن خطر ببالي القاصر وذهني الفاتر وقتاً من الأوقات وساعة من الساعات أني أتشرف بخدمتي بعض الإخوان العزاز لدي و أستعين بهم عليه لعله يأذن لي ففعلت ذلك مراراً متعددة حتى أذن لي ولكن اشترط علي سلمه الله و أبقاه بمحمد صلى الله عليه و آله وعلى مولاه حضر درس ذلك الطيب الطاهر فقط ، وعدم الاعتناء بغيره فحمد الله على ذلك . وعزمت على السفر فلما وفقني الله تعالى لتقبيل العتبة العلية السدة السنية الحسينية عليه و على آبائه و أبنائه آلاف التحفة و التحية وتشرفت بذلك الوادي المقدس المطهر من الرجس المحسود للفلك الأطلس سألت عن ذلك الجناب فقيل لي أنه في الكاظميين و بقيت أياماً قلائل فإذا هو قد تشرف لزيارة سيد الشهداء فخرجت مع من خرج لتلقيه ، فلما رأيته وسلمت عليه و أمعنت النظر في ذلك الجمال طاب لي الحال وزال عني البلبال و الثوال وازددت فيه شوقاً على شوق ووداً على ود حتى نسيت الأهل و العيال و الوطن و المال ، ولما استقر به المكان بعد يويمات مضت إلى خدمة ذلك العالم الكامل ... ، رأيته جالساً في صدر ناديه و الطلاب جاثية بين أياديه مجتمعون عليه وهو يباحث في كتابه المسمى باللوامع الحسينية عليه وعلى آبائه أبنائه آلاف الثناء و التحية فرأيته بحراً وهاجاً وسراجاً وهاجاً زاهراًَ ... ، وكنت قبل ذلك أسمع بعض الممادح من بعض الإخوان لذلك الجناب ولكن بعدما تشرفت بخدمته ولازمت صحبته عرفت وتيقنت بأنهم ما عرفوا من مناقب فضائله معشار العشر لا هم ولا غيرهم ... ، وقمت أتشرف كل يوم بحضرة قدسه و أفوز بقدس أنسه و أستأنس بمجالسته الشريف في وقت مباحثته لكن كما قال الشاعر :
كم يطرب القمري أسماعنا *** ونحـن ما نفـهم ألحانـه
فبقيت على هذه الحال مدة أيام وليال ، متبلبل الأحوال ومتغير الحال ، سائلاً من ذي الجلال في الأيام والليالي إلى أن خطر ببالي في بعض الأيام أن أتشرف بخدمة العالم البدل ... الملا أبي تراب و أعرض بخدمته جنابه الشريف أزاده الله علواً وتشريف من طرق المباحثة معه في كل يوم ساعة في شرح الفوائد ففعلت ذلك فأجاب يوم ساعة من النهار في مجلسه الشريف ومحضره اللطيف بعد الظهر مدة مديدة و عديدة إلى أن اقتص جور الزمان و عوائق الدهر الخوان المفارقة بيننا بسبب سفره إلى أطراف العجم . انتهى كلامه الشريف .
: مؤلفاته : لقد ترك لنا هذا الشيخ الجليل مؤلفات عديدة منها
نجاة الهالكين .
مفاتيح الأنوار.
مختصر منار العباد ( فقهي ).
التبصرة ( فقهي ) .
منار العباد في شرح الإرشاد.
مقرح القلوب و مهيج الدمع المسكوب ( في ذكر مصائب سيد الشهداء عليه السلام ).
: وفاته في ظهر يوم الخميس من شهر ذي القعدة الحرام فألم ّ به مرض شديد توفي بسببه قبيل المغرب من ذلك اليوم وشيع جثمانه بأعظم تشييع في اليوم الثاني وكان سنة 1216 هـ ، ودفن في الأحساء.
: للزائرين لقد تناقل أهل الأحساء هذه الكلمة عن مولانا المقدس المعظم مفتاح أسرار علوم شيخنا الأوحد الميرزا علي الحائري قدس سره الشريف أنه قال من كان عنده حاجة و أراد من الله قضاءها فليصلي الفجر من يوم الجمعة ثم يقصد إلى قبر الشيخ الجليل محمد آل أبي خمسين رضوان الله تعالى عليه وليقرأ لروحه الفاتحة فإن لم تقضى هذه الحاجة فهذا دين برقبتي وقد جربت ذلك مراراً وقضيت حاجتي بحمد الله -------------------------------------- المصدر : كتاب الأنوار اللامعة للشيخ كمال العوض الأحسائي حفظه الله تعالى