قسوة القلب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين إن من أعظم الأمراض النفسية وأعظمها خطورة مرض قسوة القلب ، ويتضح لنا ذلك في قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم }الزمر22 فعندما تجمد العاطفة الإنسانية وتفقد التفاعل مع الآخرين تجاه أي حدث ، تصبح القلوب أشد قسوة من الحجارة ، وأن لمن الحجارة ما تشقق ويندفع العطاء من باطنها ، ولكن التي لا أثر لها للفيض والعطاء يجب على أصحابها ملاحظة خطورة هذا الذنب ونتائجه الوخيمة. وليعرف كل إنسان أن المنشأ الكبير للذنوب العظام قسوة القلب ، فهي التي تسبب عدم الخوف من عذاب الله سبحانه وتعالى وإذا لم يحدث الخوف يكون الإنسان مهيأ لارتكاب كبائر الذنوب ويكون بذلك في أشد عذاب الله سبحانه كما قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : { ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من القسوة}بحار الأنوارج78ص164. وإن القسوة ليست أمراً تكوينياً أي أنها خلقت مع الإنسان ، ولكن أمرها أمراً كسبياً يكسبه جراء أفعاله وأقواله القبيحين ، فأمرك إذاً موكولٌ إليك أيها الإنسان في معالجة نفسك ، فمعرفة القلب ليست واجبة ، بل بجب معرفة صفاته حتى يتسنى لنا معرفة المرض و معرفة علاجه . أسباب قسوة القلب:
جفاف العين :- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:{ ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب } بحار الأنوارج70 ص55.
كثرة الذنوب :- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:{ ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب}بحار الأنوارج70 ص55.
كثرة الكلام بغير ذكر الله عز وجل:- قال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب. إن أبعد الناس من الله القلب القاسي}كنز العمال.
النظر إلى البخيل: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام ( النظر إلى البخيل يقسي القلب) بحار الأنوارج78ص53.
كثرة الضحك :- قال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله { إياك و كثرة الضحك فأنه يميت القلب}بحار الأنواجج77ص59.
ذكر الموت وتلاوة القرآن :- قيل للإمام عليه السلام وما جلاؤها ؟ فقال عليه السلام ( كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن) ميزان الحكمة8/371.
ذكر الله في الخلوات :- قال الإمام الباقر عليه السلام : { تعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات)بحار الأنوار 78/164.
التفكر والبكاء :- قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:{ عودوا قلوبكم الرقة ، وأكثروا من التفكر و البكاء من خشية الله }بحار الأنوارج83ص351.
مصاحبة المؤمنين:- قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام {معاشرة ذوي الفضائل حياة القلوب ) ميزان الحكمة ج8ص245.
ونسأل من الله العلي القدير أن يجمعنا جميعاً في لمّة رحمته بحق محمد وآله ، قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام { لمّتان لمّة من الشيطان ولمة الملك ، فلمة الملك الرقة والفهم ، ولمة الشيطان السمو والقسوة}وسائل الشيعة ج2 باب الجهاد.