مقال بعنوان رد العلامة الشيخ ميرزا صالح الحائري السليمي الإحقاقي على شبهة الشيخ ياسر الحبيب ------- يقول أحد المستشكلين على الشيخ الأوحد : ومن آرائه أن الأئمة يتشكلون بأشكال من يشاءون، وأن علياً عليه السلام تشكل في وقعة الجمل بصورة مروان ورمى طلحة بنبل فقتله)
الجواب أصحيح أن الشيخية تدين بهذا وهم الذين عرفوا بتعظيم الأئمة أكثر من غيرهم من فرق الشيعة حتى اتهمهم البعض بالغلو؟ كلا، الشيخية لا تجيز بوجه أن يتشكل أمير المؤمنين بصورة مروان الطريد. والحقيقة أن الشيخ لم ينطق إلا بأخبار أهل البيت، ولم يردد إلا صدى أقوالهم، وكل الفرق أنه صاغ كلامه في تقريب مقاصدهم عليهم السلام بأسلوب حكمي دقيق لم يسبق إليه، وأسلوبه الجديد هذا هو الذي وجد فيه المهرجون مبرراً لأن يكيلوا ضده الأقاويل، فماذا تقول الأخبار؟ إن الأخبار الواردة بهذا الموضوع غير محدودة ليستوجب نقلها، بل هي كثيرة وكثيرة آمنت بها قلوب العلماء، واشتهرت لدى الشيعة حتى أصبحت لا يختلف فيها اثنان. لقد اشتهر عند الشيعة أن أئمتهم عليهم السلام يحضرون قبور الموتى في الساعة الأولى من دفنهم، وعند النزع ، وأنهم لا يظهرون لهم بصورة واحدة، بل يظهرون للمؤمنين منهم بأحسن صورة، ويظهرون لغيرهم بأوحش صورة، وهكذا يفعل كل من منكر ونكير، إذ يظهران للمؤمنين بأحسن صورة، ويظهران لغيرهم بأوحشها، كذلك جبرائيل كان يظهر للأنبياء بأجمل صورة من صور أهل زمانهم، وكان يظهر لنبينا صلى الله عليه وآله بصورة دحية الكلبي؛ لأنه كان أجمل أهل زمانه. أرأيت .. يظهرون فقط، لا يتشكلون كما عبر به الكاتب، وهناك فرق كبير في اللغة وفي الاصطلاح بين التشكل والظهور؛ يقال: الله ظاهر بآثاره ولا يقال: متشكل بها، كما يقال: فلان ظاهر بالمرآة ولا يقال: متشكل بها، فالتشكل يعني نزع صورة ولبس صورة أخرى، أما الظهور فيعني أن المشاهد لهم عليهم السلام يراهم بأحسن صورة إذا كان مؤمناً، ويراهم بأوحش صورة إذا لم يكن من المؤمنين، وهم في الحقيقة على صورهم الواقعية لم تتغير ولم تتبدل ولم يتشكلوا بشكل آخر، وإذا طلبت المثال فهو الشمس التي ترسل أشعتها على مرايا مختلفة الألوان والحجوم، فكل من تلك المرايا تعكس لوناً وحجماً من الشعاع يختلفان عن اللون والحجم اللذين تعكسهما المرآة الأخرى، والشمس في جميع الأحوال هي هي لم تتغير ولم تتبدل ولم تتشكل أيضاً. أفهمت.. هذا هو مراد الشيخ أحمد الأحسائي واضح كل الوضوح لا غبار عليه. ولنصمت قليلاً لنستمع إلى المثل الذي يضربه الشيخ لتوضيح رأيه إذ يقول: (كما ترى الشمس إذا أشرقت على المرايا المتلوّنة بالخضرة والحمرة والصفرة مثلاً، وبالاعوجاج والصغر، ظهر نورُهَا بلون القابل، والبصير لا يرى في نورها تغييراً؛ لأن التغيير إنما هو في القابل) شرح الزيارة، شرح فقرة: (و أجسادكم في الأجساد). انظر إلى قوله: (لأن التغيير إنما هو في القابل). أرأيت كيف ينسب التغيير إلى اختلاف قابليات المرايا ويبعده عن الشمس نفسها، وبعد أن عرفنا الفرق بين التشكل والظهور، وأبعدنا الشيخية عن القول بالتشكل، لندخل معكم في قضية طلحة التي هي تطبيق لقاعدة الظهور. لقد كان الإمام عليه السلام في وقعة الجمل حسب قاعدة الوساطة التي يقول بها الحكماء هو الفاعل الحقيقي بمدد من الله وإذنه للأعمال التي تصدر من سائر المحاربين، وما سائر المحاربين حسب قاعدة الوساطة إلا آلة وأداة للتنفيذ فقط، كما يقول الله تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) ، إلا أن غير الكاملين من الناس لا يرون الفاعل الحقيقي، وحتى مروان نفسه الذي كان آلة التنفيذ لم يكن يشعر بأنه آلة لمكان النقص الذي فيه، غير أن طلحة لما كان محتضراً كشف عنه غطاؤه فكان بصره ساعتئذ حديداً، فرأى الفاعل الحقيقي -بمدد من الله وإذنه- الذي كان هو أمير المؤمنين والذي أخبر عنه طلحة نفسه، وهذا معنى قول الشيخ: (ولهذا ظهر لطلحة بصورة مروان...الخ) مجرد ظهور كظهور نور الشمس في المرايا المختلفة الألوان والحجوم. ولم يتشكلوا بشكل آخر، وإذا طلبت المثال فهو الشمس التي ترسل أشعتها على مرايا مختلفة الألوان والحجوم، فكل من تلك المرايا تعكس لوناً وحجماً من الشعاع يختلفان عن اللون والحجم اللذين تعكسهما المرآة الأخرى، والشمس في جميع الأحوال هي هي لم تتغير ولم تتبدل ولم تتشكل أيضاً. أفهمت.. هذا هو مراد الشيخ أحمد الأحسائي واضح كل الوضوح لا غبار عليه. ولنصمت قليلاً لنستمع إلى المثل الذي يضربه الشيخ لتوضيح رأيه إذ يقول: (كما ترى الشمس إذا أشرقت على المرايا المتلوّنة بالخضرة والحمرة والصفرة مثلاً، وبالاعوجاج والصغر، ظهر نورُهَا بلون القابل، والبصير لا يرى في نورها تغييراً؛ لأن التغيير إنما هو في القابل) شرح الزيارة، شرح فقرة: (و أجسادكم في الأجساد). انظر إلى قوله: (لأن التغيير إنما هو في القابل). أرأيت كيف ينسب التغيير إلى اختلاف قابليات المرايا ويبعده عن الشمس نفسها، وبعد أن عرفنا الفرق بين التشكل والظهور، وأبعدنا الشيخية عن القول بالتشكل، لندخل معكم في قضية طلحة التي هي تطبيق لقاعدة الظهور. لقد كان الإمام عليه السلام في وقعة الجمل حسب قاعدة الوساطة التي يقول بها الحكماء هو الفاعل الحقيقي بمدد من الله وإذنه للأعمال التي تصدر من سائر المحاربين، وما سائر المحاربين حسب قاعدة الوساطة إلا آلة وأداة للتنفيذ فقط، كما يقول الله تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) ، إلا أن غير الكاملين من الناس لا يرون الفاعل الحقيقي، وحتى مروان نفسه الذي كان آلة التنفيذ لم يكن يشعر بأنه آلة لمكان النقص الذي فيه، غير أن طلحة لما كان محتضراً كشف عنه غطاؤه فكان بصره ساعتئذ حديداً، فرأى الفاعل الحقيقي -بمدد من الله وإذنه- الذي كان هو أمير المؤمنين والذي أخبر عنه طلحة نفسه، وهذا معنى قول الشيخ: (ولهذا ظهر لطلحة بصورة مروان...الخ) مجرد ظهور كظهور نور الشمس في المرايا المختلفة الألوان والحجوم.
بقلم العلامة الميرزا صالح الحائري السليمي الإحقاقي (المقصرة: الذين يستكثرون بعض المقامات العالية لأهل البيت(ع) أو يحاربون من يقر ويتحدث عن مقاماتهم(ع)) الكاتب: فضيلة الشيخ العلامة ميرزا صالح الحائري السليمي الإحقاقي حفظه الله تعالى المصدر : وسائل التواصل الاجتماعي 1445هـ - 2023 م ---------------------------------------------------------