مقال بعنوان الرد على شبهة الشيخ ياسر الحبيب ------- الرد على الشيخ ياسر الحبيب في تأويله الخاطئ لبعض كلمات الشيخ الأوحد أعلى الله مقامه الشريف
القسم الأول: في ليلة استشهاد الإمام السجاد عليه السلام طلع لنا ياسر الحبيب وبدلا من الحديث عن إمامنا السجاد عليه السلام استغل المناسبة في الطعن في أحد علمائنا الأبرار، وهو الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي أعلى الله مقامه، واصفاً له بالسطحي والحشوي، ومؤولاً كلماته بشكل عجيب.
دعونا الآن نأخذ جولة في بعض من شهد لشيخنا الأوحد بدقة وعمق فهمه للروايات، حتى نعرف كيف أن الحبيب لا يدرك في العلم شبرا، وننوه إلى أن هذه الشهادات من باب المجادلة مع الغير، وإلا فالشيخ وكتبه كافية في إثبات غوره ودقته.
وقبل كل ذلك ننقل له كلام سيده ومولاه السيد حسين ابن المرجع السيد صادق الشيرازي، فقد نقل الإعلامي مهدي المتروك أنه سأل السيد المذكور عن الشيخ الأوحد فأجابه: (الشيخ الأوحد أوحد في عقائده، وهذا كله قليل في أهل البيت عليهم السلام، ولا شك أنه قد استعمل التقية في مقاماتهم، والفقيه من يفهم عمق كلامه) فإذن كلام الشيخ الأوحد له عمق يفهمه الفقيه لا السفيه
ويقول آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري نقلاً عن المحدث النوري بأن الشيخ الأوحد أحد خمس علماء في التشيع أكمل قد استطاعوا أن يحيطوا بالروايات الشريفة ننتقل الآن إلى علماء شهدوا بعمق فهم الشيخ الأوحد للروايات
v فهذا الشيخ حسين آل عصفور فقيه الخليج في إجازته له يقول: (التمس مني من له قدم راسخ في علوم آل بيت محمد) إجازات الشيخ أحمد الأحسائي، ص٤٣
v ويقول الميرزا محمد باقر الخوانساري: (شيخنا أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم الأحسائي، لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة، والفهم) روضات الجنات، ج١ ص٩٧
v ويقول السيد ميرزا محمد مهدي الشهرستاني في إجازته له: (المؤيد المسدد الشيخ أحمد الأحسائي أطال الله بقاه وأقام في معارج العز وأدام ارتقاه، ممن رتع في رياض العلوم الدينية، وكرع من حياض زلال سلسبيل الأخبار) إجازات الشيخ أحمد الأحسائي، ص١٩
v ويقول الشيخ حبيب الله الكاشاني : (الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي كان عالما فاضلا...ذا يد طولى في تتبع الأخبار وفهمها) لباب الألقاب، ص٥٣
v وأخيراً الفقيه الآخوند الملا محمد حسين البافقي يقول: (إني كنت مدة مديدة راغباً في تفسير أحاديث مشكلة وتبيين أخبار معضلة، طالباً لعالم ربّانيّ وفاضل صمدانيّ ينظر بنور الله، ويقول بكلمات الله ويسير في آيات الله يبصر ببصره ويسمع بسمعه، ليفسّرها بتفسير واف ويبيّنها ببيان شاف، فإذا فزت بحصول المراد وتشرّفت بخدمة الاستاد ومن عليه من جميع علماء البلاد وفضلاء العباد اعتماد واستناد، المولى المعظّم والشيخ المكرّم خاتم الحكماء والمتألّهين زين العرفاء والمتكلّمين رئيس الفقهاء والمجتهدين جليس الفقراء والمساكين شيخنا الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين حشرهما الله مع ساداتهما الطيّبين، فالتمست منه المطلب وبلغت المنى بتوفيق الربّ) جوامع الكلم، ج٩ ص٥٥٨
هذا نزر يسير حتى نعلم مبلغ فهم الحبيب. الجزء الثاني :
نأتي الآن إلى إشكال الحبيب ولكن قبل ذلك لابد أن نعرف نقطتين:
الأولى: من أين أخذ ياسر إشكاله؟
أخذه من كتاب هدية النملة وكل إشكالاته من هناك، وقد رد عليه علماؤنا خصوصاً مولانا آية الله الفقيه الميرزا موسى الحائري أعلى الله مقامه في إحقاق الحق، ج2 ص35
الثانية : تدليس ياسر الحبيب لعبارة الشيخ الأوحد
دعونا نوضح لكم التدليس يقول الحبيب أن الشيخ الأوحد قال أن أمير المؤمنين عليه السلام تشكل وتصور بصورة مروان
اذهبوا إلى شرح الزيارة الجامعة الكبيرة هل تجدون هذه الكلمة؟ لا الشيخ قال: ظهر ولم يقل تشكل أو تصور.
والفرق دقيق يفهمه أهل الحكمة فقط، كما قال السيد حسين الشيرازي أن كلام الأوحد يفهمه الفقهاء لا السفهاء.
هل الله متشكل بآثاره أم ظاهر بآثاره؟ وهذا ما سنبينه لاحقا، ما معنى ظهر؟
يقول آية الله الفقيه المولى الميرزا عبد الرسول الإحقـاقـي قدس سره:
(وكذا في مسألة طلحة ومروان لم يفهموا المراد، فإن الشيخ لم يقل بأن أمير المؤمنين عليه السلام تشكل بصورة مروان كما عبرت به اللجنة المثقفة، بل قال أنه ظهر، وأين التشكل من الظهور، وبينهما فرق كثير، وبون بعيد، فإن الظهور يكون في الآثار وبالآثار؛ يقال إن الله ظاهر بآثاره وبصنعه، ولا يقال متشكل، ويقال بأن الإنسان ظاهر في المرآة ولا يقال تشكل بالمرآة، ومن لا يميز بين هذين اللفظين، ولا يعرف معنى ظهر حتى ترجمه بتشكل كيف يسوغ له أن يخوض في هذه المطالب العالية والحكمة المتعالية، ويعترض على العلماء والحكماء) [حكمة بالغة، ص47] للحديث تتمة ملتقى العقيدة الأوحدية
الجزء الثالث : نأتي الآن لنوضح كلام شيخنا الأوحد للمؤمنين، وكيف ظهر أمير المؤمنين عليه السلام بصورة مروان، نقول: إن الشيخ الأوحد وجد معجزة لأمير المؤمنين عليه السلام في الكتب القديمة التي نقلت المعاجز مروية عن الثقة جابر الأنصاري، وهي: عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال :( شهدت البصرة مع أمير المؤمنين ع والقوم قد جمعوا مع المرأة سبعين ألفا، فما رأيت منهم منهزما إلا وهو يقول: هزمني علي، ولا مجروحا إلا ويقول: جرحني علي، ولا من يجود بنفسه إلا وهو يقول: قتلني علي، ولا كنت في الميمنة إلا وسمعت صوت علي، ولا في الميسرة إلا وسمعت صوت علي، ولا في القلب إلا وسمعت صوت علي ع. ولقد مررت بطلحة وهو يجود بنفسه وفي صدره نبلة، فقلت له: من رماك بهذه النبلة ؟ فقال : علي بن أبي طالب، فقلت : يا حزب بلقيس ويا جند إبليس إن عليا لم يرم بالنبل وما بيده إلا سيفه. فقال: يا جابر أما تنظر إليه كيف يصعد في الهواء تارة، وينزل إلى الأرض أخرى، ويأتي من قبل المشرق مرة، ومن قبل المغرب أخرى، وجعل المغارب والمشارق بين يديه شيئا واحدا فلا يمر بفارس إلا طعنه ولا يلقى أحدا إلا قتله أو ضربه أو كبه لوجهه أو قال له: مت يا عدو الله فيموت فلا يفلت منه أحد، فتعجبت مما قال ولا عجب من أسرار أمير المؤمنين)
وحيث أن الشيخ الأوحد ممن اتبع أمر صاحب الزمان عجل الله فرجه حين قال: (فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأنا نفاوضهم سرنا، ونحملهم إياه إليهم)، صار بين أمرين: الأول: أن ينكر هذه المعجزة الجليلة، ويكون من أسوأ الأصحاب الذين قال فيهم الإمام: (وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا) كما فعل المقصر الهمداني والحبيب واضرابهما.
الثاني: أن يقبل المعجزة ويكون من أحسن الأصحاب، الذين انشرحت قلوبهم لحديث آل محمد وعرفوا لحن كلامهم. فبالطبع قبل المعجزة ولم ينكرها، لأن الإنكار هو الكفر، فكان لزاماً عليه أن يحمل حديث آل محمد على أحسنه، ففسر الشيخ الفقيه المتعمق في حديث آل محمد وقال: إنه بنظر الظاهر كان القاتل لطلحة هو مروان، وكذا كل قتيل قتل في المعركة إنما قتله بعض الأشخاص، ولكن إذا كشف الغطاء، سيتجلى لنا أمر مهم، وهو أن أمير المؤمنين عليه السلام هو يد الله الباسطة، وهو الممد لكل الخلق حسب اختيارهم من (عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً)، رأى طلحة هذه الحقيقة، حيث وجد يد الله العليا الممتدة لكل الخلق بأمر الله هو أمير المؤمنين عليه السلام، فبنظر الظاهر كان مراون قاتل طلحة، وبنظر الباطن فالله أمد مروان بواسطة أمير المؤمنين لأنه اختار قتل طلحة. ومن هنا نفهم الاشكال المضحك لياسر الحبيب والذي يقول إن أمير المؤمنين كان نائماً، ولم يقتل إلا قلائل، وكأن نوم أمير المؤمنين يمنعه عن إدارة الكون، ولا يدري أن الكون بإرادة من أمير المؤمنين يمحى، وبإرادة منه يثبت.
وأما تكراره لإشكال المقصر الهمداني من أن الإمام الحسن عليه السلام قال في مجلس معاوية لمروان أنت قاتل طلحة، فنقول: أنه لا خلاف في المسألة حيث أن الإمام الحسن عليه السلام جرى معهم مجرى الظاهر أولاً، وثانياً: إذا كنت أنت شيعيا مواليا وتدعي الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام ولم تقبل هذه المعجزة فهل ترى أن معاوية ومن حضر مجلسه يقبل قول الحسن عليه السلام، فبالطبع سينكرون مثل ما أنكرت أنت بعقلك القاصر مع قولك بأن الإمام له الولاية التكوينية على الكون.
الكاتب: ملتقى العقيدة الأوحدية نقل بتصرف من إدارة موقع أنوار أوحدية 1445هـ - 2023 م ---------------------------------------------------------